كثير من البيوت تئن من إهمال رباتها.. نساء يخرجن إلى هنا وهناك والمشاوير مختلطة لا تعرف مداها ولا منتهاها.. لقد أصبحت بعض النساء يعرفن الشوارع والأسواق وكل الزوايا أكثر من البيوت..
خروج في خروج.. ولو إستثنينا كم امرأة تخرج لأجل منفعة ومصلحة حقيقية لا رغبة في الترفيه أو التسلية المتكررة لوجدنا أن كثيرا من النساء يخرجن بلا جهة ولا هدف ولا مصلحة.. إرتياد كثيف للأسواق والمحلات المختلفة ومراجعات دائمة للتغيير والشراء والتبديل والتعديل والتزيين.. مطاعم.. محلات الكوفي.. مشاغل نسائية.. مسارات ومتاهات غريبة لا نعرف أين ستصل بكثير من نسائنا.
يحق للمرأة أن تعمل لمصلحة بيتها وتقوم بحاجتها وتسد متطلباتها ويحق لها أن تخرج لتقضي أمورها المعقولة والمنظمة ويحق لها أن تستمتع بحياتها مع أسرتها ومع مجتمعها بحدود بسيطة تكمن بين لا إفراط ولا تفريط.
يقول تعالى {وقرن في بيوتكن} وهذا توجيه عظيم لا نرى أنه يتحقق في هذا الزمن.. ونحن نقول يا ليت يكون هناك إقتصاد في خروج المرأة ولا نطالبها بان تقر مادامت لا تبالي بوصية الله في محكم تنزيله.. كثير من النساء التبس عليهن ما لهن وما عليهن حتى أن حقوقهن وواجباتهن مبهمة في أذهانهن..فالدوران خلف عجلة الحياة المتسارعة وتتبع منافذ التسلية والإستمتاع جعلت كثيرا منهن يغفلن حقيقتهن ومكانتهن وواجباتهن تجاه أسرهن وبيوتهن ومجتمعهن الصغير.
يحق للمرأة أن تعمل لمصلحة بيتها وتقوم بحاجتها وتسد متطلباتها ويحق لها أن تخرج لتقضي أمورها المعقولة والمنظمة ويحق لها أن تستمتع بحياتها مع أسرتها ومع مجتمعها بحدود بسيطة تكمن بين لا إفراط ولا تفريط وبين لا ضرر ولا ضرار ولكن للأسف أن الحاصل في حال النساء بنات.. زوجات.. أمهات في كثير من البيوت هو التفريط والإضرار.. وبرهان ذلك أن نسب العمالة المستقدمة من السائقين والخادمات المنزلية هي نسب عالية بسبب أن كل امرأة تخرج أو تعمل تحتاج من يسد مكانها في البيت وهي الخادمة وتتعذر بالسواق لكي يوصلها إلى مكان عملها.. فيحصل أن مقابل كل امرأة موظفة هو إستقدام خادمة وسائق.. بل والأشد من ذلك هو أن المرأة أصبحت تعول خادمة وسائقا ويعولها رب الأسرة.. بل أن بعض البيوت لديها أكثر من سائق لتعدد المشاوير وكثرة الإتجاهات..
ختام القول: لقد أصبحت الحاجة إلى الخروج على كل حال غريزة نسائية فالبيت عند بعضهن هو سجن وعليها الخروج لأجل الخروج وفقط.. ولقد أصبح بعض النساء يكسرن قيودا كثيرة لأجل المتعة.. فكثير من بنات اليوم لا يعرفن عن بيتهن شيئا وكثير من أمهات اليوم فضلن الوظائف على وظيفة البيت وهذا ما ساق الأمور إلى أن تتطلع المرأة إلى خيارات جديدة ووسائل حديثة ومطالب غريبة كلها تدفعها نحو إهمال أسرتها وبيتها، ويا ليتهن يحرصن على قيادة البيت قبل قيادة أي شيء آخر.
بقلم: عبدالعزيز بن عبدالرحمن اليوسف.
المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.